• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

فن المديح في ميزان النقد الأدبي [دراسة وتقويم]

عبدالرحمن بن دخيل ربه بن مرزوق المطرفي

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الكلية: كلية اللغة العربية
التخصص: الأدب والبلاغة
المشرف: أ. د. محمد عبد الجواد فاضل
العام: 1429 هـ- 2008 م

تاريخ الإضافة: 17/5/2023 ميلادي - 26/10/1444 هجري

الزيارات: 6117

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

فَنُّ المَدِيحِ في مِيزَانِ النَّقْدِ الأَدَبيِّ

[ دِراسَةٌ وَتَقْوِيم ]


المقدمة

الحمد لله الّذي لا إله إلاّ هو العزيز الحميد؛ حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه، أحمده تعالىٰ وأثني عليه الخير كلّه، ولا أحصي ثناءً عليه، هو كما أثنىٰ علىٰ نفسه، تبارك ربّنا وتقدّس. والصّلاة والسّلام على النّبيّ المصطفى المختار، مَن تزيّنت بذكره المدائح، وقصرت عن باعه القرائح.

 

وبعد؛ فحريّ بنا - نحن المسلمين - أن نراجع - على الدّوام - مواقفَنا، وسلوكيّاتِنا، وحصادَنا الفكريّ والمعرفيّ، وأن نختبر ذٰلك كلّه في ضوء ضوابط ديننا العظيم؛ ذٰلك الدّين الّذي جعله الله نورًا وهدًى للنّاس كافّة، وجعله نظامًا شاملًا للحياة إلىٰ قيام السّاعة.

 

والشّعر - كغيره من فنون القول - ينبغي أن يكون محكومًا - لدينا - بمنهج ديننا الحنيف، وهو منهج يقوم على الشّموليّة، والاعتدال، والتّوازن، والمرونة، فلا يصحّ أن يكون شعرنا أداةَ تقويضٍ للقيم الفاضلة، ومناوأةً لوجه الحقّ، ولا أن يكون عبثًا لا خير فيه، وإنّما ينبغي أن يكون وسيلةً للخير، ونصرةً للحقّ، وتنفيرًا من الباطل والشّرّ، وعاملًا للرّقيّ بالأذواق والنّظرات؛ تجاه الكون والحياة والأحياء. وما ذٰلك إلاّ لأنَّ المسلم صاحبُ مسؤوليّة ورسالة سامية في الحياة.

 

ومن هذا المنطلق أحببت أن أقف عند ( فنّ المديح ) الّذي يُعدّ من أهمّ فنون شعرنا العربيّ، وأبعدها أثرًا في ثقافتنا وأدبنا، وأوفرها حظًّا من عناية الشّعراء والنّقّاد والدّارسين علىٰ مرّ العصور. أريد أن أبحث في الرّؤى النّقديّة القديمة والمعاصرة حيال هذا الفنّ، وأن أفتّش في معطياته، وثمراته؛ الّتي رفد بها الثّقافة العربيّة، والأدب العربيّ بخاصّة.

 

وتهدف هذه الدّراسة إلىٰ أن تصلَ إلى الأهداف التّالية:

• أن ترسمَ صورة متكاملة لهذا الفنّ؛ الّذي استأثر بالنّصيب الأكبر من نتاجنا الشّعريّ، وكان له - بعد ذٰلك - الإسهام الأوّل في تشكيل ملامح القصيدة العربيّة.

 

• أن ترصدَ التّطوّرات الّتي لحقت هذا الفنّ في رحلته الطّويلة، وأن تُبينَ قيمتها وأثرها.

 

• أن تكشفَ عن مدىٰ عناية هذا اللّون الشّعريّ بمراعاة الضّوابط الشّرعيّة، وأن تُبرزَ أثر ذٰلك في قيمته الأدبيّة العامّة.

 

• أن تُناقشَ المآخذَ الموجّهة لفنّ المديح - ولا سيّما في العصر الحاضر - وتُبيّنَ مدىٰ موضوعيّتها، ومصداقيّتها، وجِدّتها.

 

ومن أجل هذا كلّه كان عليّ أن أعرضَ آراء النّقّاد في هذا الفنّ في جميع عصوره؛ غيرَ مقيّدٍ بزمانٍ ولا مكانٍ. إلاّ أنّني سأقصر البحثَ على الشّعر دون النّثر؛ اكتفاءً بمسارٍ واحد، ولظفر الشّعر بجلّ عناية النّقّاد ودراساتهم.

 

تقوم هذه الدّراسة علىٰ خمسة فصول، تتلوها خاتمةٌ، وفهارسُ منوّعة.

 

وهذا بيان فصولها الخمسة، وما تضمّنته من مباحث:

الفصل الأوّل: ( مفهوم المديح ودوافعه ):

والقول في مفهوم المديح سيترتّب عليه تبيانُ الصّلة بينه وبين فنون الشّعر الأخرىٰ، وبيانُ ما حصل في ذٰلك من لَبْسٍ لدى النّقّاد.

 

أمّا دوافع شعر المديح فأعني بها الأسبابَ الّتي دفعت الشّعراءَ إلىٰ إنشاء قصائدهم المدحيّة؛ ومنها: الإعجاب الخالص بالممدوح ومناقبه ومآثره في الحياة، أوشكره علىٰ معروفه، وكالرّغبة في صلة الممدوح، أو استصراخه وطلب النّجدة منه، أو استعطافه ليعفو ويصفح، ومنها: طلب القربة إلى الله تعالىٰ؛ كما هو الشّأن في المديح الإلهيّ، والمدائح النّبويّة.

 

وسأتحدّثُ في الفصل الثّاني عن (قيمة شعر المديح ) في الحياة والأدب؛ برصد آثاره ومعطياته المختلفة؛ سياسيًّا، واجتماعيًّا، وأدبيًّا:

لماذا حرص السّاسة علىٰ تقريب الشّعراء المدّاحين ؟ وهل كان المديح ظلًا للسّياسة فحسب، أو كان مقوّمًا لها أحيانًا ؟ وما مدىٰ تأثيره في مسارها، وحفزها للقيام بأعمالٍ خيّرة، أو بطولاتٍ خالدة ؟

 

وما الآثار الّتي يطبعها هذا الشّعر في سياق الحياة الاجتماعيّة بعامّة ؟ أو في نفس الممدوح؟ وما مدىٰ رعايته للأخلاق الفاضلة، ورسمه للنّماذج والقدوات الفاعلة، وتكريسها في أذهان النّاس؟ وهل آثار المديح في نفس الممدوح حسنة كلّها: كتخليد مناقبه، والتّنويه بشأنه، واستدرار عطفه، أو أنّ له آثارًا سلبيّة عليه؛ كتربية الغرور في نفسه، وخداعه بالمديح الكاذب المنافق ؟

 

وما قيمة شعر المديح في الحياة الأدبيّة، وما أثره في مسارها ؟ هل أسهم في الرّقيّ بمن-زلة الشّاعر العربيّ، وبفكره، وبذوقه ؟ وهل كان فنًّا شعريًّا خالصًا أو كان عبئًا ثقيلًا على الشّعر؛ يتدثّر بعباءته، وتحرّكه من داخله مآرب أخرىٰ ؟! وما إسهامات هذا الفنّ في بناء النّظريّة النّقديّة العربيّة؛ بعامّة ؟

 

وفي الفصل الثّالث سأتناول ( الموقف من شعر المديح ) مبتدئًا بتوضيح موقف الإسلام منه، ثمّ أعرض مواقفَ الشّعراء والممدوحين حياله؛ ملتمسًا دلالاتِها النفسيّةَ والفكريّةَ، فقِلّةٌ من الشعراء تجافتْ عن شعر المديح ولم تمارسه؛ كما هو معروف عن عمر ابن أبي ربيعة، و العبّاس بن الأحنف، ومن نحا نحوهما، في حين أنّ جمهرة الشّعراء تبارتْ في ميدان المديح الواسع؛ علىٰ اختلافِ قُدُراتهم، ورغباتهم فيه.

 

ومن الممدوحين مَن قَبِل شعرَ المديح، وحرِصَ عليه، وبالغ في الصّلة به، ومنهم من عافته نفسه، ولم يرفع به رأسًا؛ كما هو مشهور من موقف الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز - رحمه الله.

 

أمّا الحديث عن ( المعايير الفنّيّة ) لهذا الشّعر - على امتداد الفصل الرّابع - فيتناول البحثَ في الواقعيّة والمثاليّة في المدح، والقصد والمبالغة فيه، ومراعاة حال الممدوح، والقيم المدحيّة، وبناء القصيدة المادحة وهيكلها العامّ، ولغتها، وخيالها، وإيقاعها الخارجيّ والدّاخليّ.

 

أمّا الفصل الخامس فيبحث في ( المآخذ الموجّهة لفنّ المديح ) في الأدب العربيّ؛ عند النّقّاد القدامىٰ والمحدثين، مبيّنًا حجمها، وآثارها في رسالة هذا الفنّ. وأوضحُها خمسةُ عيوب؛ وهي: اتّخاذُه وسيلة للتّكسّب وانحداره إلى الضّراعة، وتزييفُ الشّعور في تجارب شعرائه، ووصمُه بالنّمطيّة والتّكرار في الشّكل والمضمون، وخضوعُه للمناسبات والاحتراف، وتربيةُ الغرور في نفس الممدوح؛ بإضفاء الصّفات الكاذبة عليه، ومديحه بما لم يفعل؛ ليظهر في أعين النّاس شخصًا مثاليًّا، وذلك ممّا يغرّر به ويخدعه عن نفسه. وهذا ما أسماه بعض النّقّاد المعاصرين ( صناعةَ الطّاغية )!

 

أمّا منهج هذه الدّراسة فهو منهج وصفيّ تحليليّ؛ يمكن تحديد معالمه في الخطوات التّالية:

• إيراد أقوال العلماء والنّقّاد وآرائهم في قضيّة معيّنة؛ مرتّبة ترتيبًا زمنيًّا.

 

• إبراز المعايير الفنّيّة؛ الّتي ينشدها النّقّاد في شعر المديح، وتوضيحها بنماذج كافية.

 

• تحليل الآراء والمعايير المختلفة والموازنة بينها، ورصد ما طرأ عليها من تطوّر - علىٰ مرّ العصور - وبيان الموقف منها.

 

• عزو الآيات إلىٰ سورها، وإيرادها وفقًا للرّسم العثمانيّ؛ بواسطة أحد البرامج الحاسوبيّة المختصّة بذلك.

 

• تخريج الأحاديث والآثار من مظانّها، وضبطها بالشّكل.

 

• نسبة الأقوال إلىٰ قائليها، والأشعار إلى أصحابها، وتوثيقها من مصادرها الأصليّة، مع ضبط الشّعر بالشّكل.

 

• التّعريف بالمغمور من الأعلام، وتفسير الغريب من الألفاظ.

 

هذا، وقد أفدتُ في دراستي من جهود العلماء الّتي تناولت فنّ المديح؛ قديمًا وحديثًا.

 

يأتي علىٰ رأس الدّراسات القديمة ما كتبه قدامةُ عن المديح؛ في كتابه " نقد الشّعر" وأوفىٰ منه ما أورده ابن رشيق في " العمدة ".

 

أمّا الدّراسات الحديثة - الّتي اطّلعتُ عليها - فقد تنوّعت في تناولها لهذا الفنّ: فمنها ما تناوله بعامّة؛ مثل كتاب " المديح " لسامي الدّهّان، وقد بدأه بلمحة عن المديح في الآداب العالميّة، ثمّ تحدّث عن المديح في الأدب العربيّ؛ تحت المباحث التّالية: مديح الملوك والخلفاء، ومديح الأمراء والوزراء والوجهاء، ومديح العلماء والأدباء، والمديح الدّينيّ، والمديح السّياسيّ، ومديح الأوطان والبلدان. وهو كتاب صغير خصّصه المؤلّف (للشّادين) كما يقول، وهو معنيّ بالعرض الأدبيّ التأريخيّ؛ أكثرَ من عنايته بالجانب النّقديّ.

 

ومن تلك الدّراسات ما هو محدود بإطار زمنيّ معيّن، أو بيئة محدّدة؛ كالدّراسة الجادّة الّتي كتبها وهب روميّة بعنوان " قصيدة المدح حتّىٰ نهاية العصر الأمويّ: بين الأصول والإحياء والتّجديد " وفيها يرىٰ أن قصيدة المديح في العصر الجاهليّ كانت تمثّل ( الأصول ) الأولىٰ لهذا الفنّ؛ سواء ما كان منه عن إعجاب خالصٍ، وما كان للتّكسّب والمال، ويرى روميّة أنّ الإسلام حاول أن يقوّم قصيدةَ المديح، وأن يبرّئها من التّملّق والاستجداء، وأن يردّها إلىٰ صفوف الجماعة، ولكنّها سرعان ما عادت - في مطلع العصر الأمويّ - إلى التّكسّب، وإلىٰ ترسّم النّموذج الجاهليّ في الصّياغة والتّصوير والتّفكير، وهو ما يقصده بمرحلة ( الإحياء ) ويمثّل هذا الاتّجاه جلّ الشّعراء الأمويّين، ولا سيّما المشهورون منهم؛ كجرير والفرزدق والأخطل، ويرىٰ أن قصيدة المديح الأمويّة أصابت شيئًا من ( التّجديد ) علىٰ أيدي ثلاثة شعراء؛ هم: ابن قيس الرّقيّات، والأحوص، وإسماعيل بن يسار؛ حيث جدّدوا في تقاليد القصيدة الكبرىٰ، ولغتها، وإيقاعها.

 

ومن الدّراسات النّقديّة والأدبيّة الّتي تناولت فنّ المديح في العصر الأمويّ دراسة محمّد المؤدّب؛ وعنوانها " الاتّباع والابتداع في الشّعر الأمويّ: القصيدة المادحة نموذجًا " أراد من خلالها أن يبيّن مدى اتّباع القصيدة الأمويّة للقصيدة الجاهليّة؛ في رسومها، وصياغتها، ومدى ما حقّقته الأمويّة لنفسها من مظاهر الابتداع في بنائها، ومعانيها، ومعجمها، وصورها، وموسيقاها.

 

ومن هذه الدّراسات المتخصّصة " المديح في بلاط سيف الدّولة الحمدانيّ " لمحمّد عليّان، تناول فيها نشاط الشّعر في هذا البلاط، وترجم لشعراء سيف الدّولة، ثمّ تناول اتّجاهات المديح لديهم، وخصائصه المعنويّة واللّفظيّة.

 

وتأتي في هذا السّياق دراسةُ أشرف محمود نجا الموسومة " قصيدة المديح في الأندلس: قضاياها الموضوعيّة والفنّيّة - عصر الطّوائف " وهي دراسة أدبيّة تطبيقيّة؛ تحلّل مدائحَ الشّعراء الّذين عاشوا في عصر الطّوائف؛ موضّحةً المجالات والموضوعات الّتي رادتها، وطريقةَ بناء القصيدة المادحة لديهم، وعمليّات التّصوير الفنّيّ فيها، وكذلك تشكيلاتها اللّغويّة والموسيقيّة.

 

ونوع آخر من هذه الدّراسات تناول المديحَ لدىٰ شاعرٍ أو شاعرين، وهي كثيرة؛ منها: " قصيدة المدح العبّاسيّة: بين الاحتراف والإمارة " لعبد الله التّطاويّ، وهي دراسة جيّدة لقصيدة المديح لدى البحتريّ، وابن المعتزّ، أبان فيها المؤلّف صورةَ القصيدة المادحة لديهما؛ في بنائها، وتشكيلاتها الجماليّة، وقيمها، وما فيها من أصالة وتبعيّة.

 

ومثل هذه الدّراسة ما كتبه أيمن العشماويّ عن فنّ المديح لدىٰ أبي الطّيّب؛ في كتابه " قصيدة المديح عند المتنبّي وتطوّرها الفنّيّ ".

 

أمّا درويش الجنديّ فقد تناول إحدى الظّواهر الّتي صحبت القصيدة المادحة؛ وهي ظاهرة التّكسّب، ودرسَها دراسةً وافية في كتابه الفذّ " ظاهرة التّكسّب وأثرها في الشّعر العربيّ ونقده " درسَ جذورَ هذه الظّاهرة، وأسبابَها، وامتدادَها إلىٰ فنون أخرىٰ غير المديح؛ كالهجاء، والعتاب، والاعتذار، وأبان آثارها في الشّعر والمجتمع.

 

وواضح أنّ هذه الدّراسات - وقد ذكرتُ أشهرها - متنوّعةٌ في مناهجها، وغاياتها، وحدودها. ولكنّها - على اختلافها - مثَّلتْ لي ذخرًا حسنًا، وسندًا قويًّا، فقد أفدتُ منها فوائد جليلةً، وحاولتُ أن أضيفَ إليها شيئًا، آملًا أن أكون قد وُفّقتُ إلىٰ تقديمَ صورة أَوفَىٰ لفنّ المديح؛ في شعرنا وثقافتنا.

 

وبعد فإنّي أتقدّم بالشّكر - بعد شكر الله وحمده - للجامعة الإسلاميّة؛ ممثّلةً في كلّيّة اللّغة العربيّة؛ علىٰ إتاحة هذه الفرصة لي؛ كي أسهم - ولو بجهد المقلّ - في خدمة ثقافتنا، وأمّتنا.

 

وأشكر لفضيلة شيخي الدّكتور ( عبد الخالق بن مساعد الزّهرانيّ ) وقوفَه إلىٰ جانبي، وإشرافَه على اللّبنات الأولى المؤسِّسة لهذا البحث. بارك الله فيه، وفي علمه.

 

والشّكر موصول لفضيلة شيخي الأستاذ الدّكتور ( محمّد عبد الجوّاد فاضل ) المشرفِ على البحث، أشكر له ما غمرني به من توجيه كريمٍ، وصبرٍ طويل، وخُلُق فاضل؛ حتّى اكتملَ هذا العملُ علىٰ يديه. أجزل الله مثوبته، وبارك فيه، وفي عقبه.

 

كما أشكر كلّ مَن أعانني بنصيحة، أو رأي، أو أعارني كتابًا؛ من مشايخي الأجلاّء، وإخوتي الأعزّاء، بارك الله فيهم جميعًا، وأثابهم خيرًا.

 

وفي الختام أسأل الله - تعالىٰ - أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه، مباركًا فيه، نافعًا لمن شاء من عباده، إنّه جوادٌ كريم. وأحمده - عزّ وجلّ - علىٰ معونته وتوفيقه، وأصلّي وأسلّم علىٰ نبيّنا محمّد، وعلىٰ آله، وصحبه.

 

الخاتمة

حاولتْ هذه الدّراسة أن تسيرَ مع القصيدة العربيّة المادحة؛ عبرَ رحلتها الطّويلة، وأن تقفَ وتتأمّلَ في منعطفاتها وتضاريسها المختلفة؛ لتستجليَ صورتها التّامّة.

 

وكانت أُولىٰ تلك الوقفات - في الفصل الأوّل - عند مفهوم المديح؛ بصفته فعلًا إنسانيًّا عامًّا، وبصفته فنًّا أدبيًّا خاصًّا؛ له خصائصُه، وشروطه، ومنجزاته. وأبانت الدّراسة وشائجَ القُربىٰ - أو الفُرقة - بين المديح ونظائره من فنون الشّعر العربيّ، وما حصل في ذلك من لَبْسٍ لدى النّقّاد.

 

ثمّ أفاضت الدّراسة إلىٰ دوافع المديح، وبحثتها بحثًا مفصّلًا، مبينةً الأصيلَ من تلك الدّوافع، والطّارئَ النّفعيّ.

 

وكان الفصل الثّاني مخصّصًا للحديث عن قيمة شعر المديح ووظيفته؛ في الحياة والأدب. وفي هذا الإطار تناول البحث جانبين كبيرين من الحياة؛ أسهم فيهما شعر المديح إسهامًا واضحًا؛ أوّلهما: النّشاط السّياسيّ، فقد تبيّن أنّ المديح كان علىٰ صلة وطيدة بالسّياسة؛ منذ العصر الجاهليّ؛ فقد اتّخذه السّاسةُ وسيلةً للدّعاية لأنفسهم، واشتهار أمرهم، وإذاعة مناقبهم وشمائلهم، وتبيان منهجهم في الحكم، وإقناع الرّأي العامّ بجدارتهم، وأحقّيّتهم في الملك.

 

ولطالما كانت القصيدةُ المادحة وقودًا محفِّزًا للقيام بأعمال سياسيّة كبرىٰ؛ كان لها أثر عظيم في تغيير وجه التّأريخ ووجهته.

 

والجانب الثّاني: هو النّاحية الاجتماعيّة، فقد اتّضح أنّ لشعر المديح اليدَ الطّولىٰ في تكريس الأخلاق الحسنة، والمثل النّبيلة؛ في أنسجة المجتمع؛ من خلال احتفائه بأفرادٍ معدودين امتازوا بفضائلهم وشمائلهم وأفعالهم الخيّرة.

 

واستطاع شعر المديح أن يرسم قدواتٍ كريمة، وأن يرفعها أمام النّاس مناراتٍ يهتدون بشعاعها في حياتهم.

 

كما استطاع شعر المديح أن ينتشل أناسًا من غيابة المجهول، وأن يرفع لهم أعلام الشّهرة والمجد؛ بما أسبغه عليهم من كريم السّجايا، وجميل الفعال.

 

كما أنّ المديح خير وسيلة يتوصّل بها الشّاعر لمبتغاه؛ معتذرًا، أو مستعطفًا، أو متشفّعًا، أو مسترفدًا.

 

أمّا إسهام فنّ المديح في الحركة الأدبيّة فقد رأينا أنّه كان ظاهرًا، قويَّ الأثر.

 

وأوّل ما لقيَنا في هذا الجانب أنّ المديح اتُّخِذَ معيارًا للتميّز والفضل والإجادة، فقد كان الشّاعر لا يستطيع نيلَ لقبِ ( الفحولة ) وهو أعلىٰ ألقاب الشّعراء قديمًا؛ حتّىٰ يكون له باعٌ طويل في المديح.

 

كما عرفنا أنّ فنّ المديح أربىٰ علىٰ فنون الشّعر كلّها؛ بما أمدّ ( القصيدة العربيّة ) من تشكيلاتٍ، ومقاييس، وملحوظات؛ شكّلتْ - في نهاية الأمر - أبرز معالم النّظريّة النّقديّة لدى العرب.

 

واختصّ الفصل الثّالث بالحديث عن الموقف من المديح؛ موقف الإسلام منه، وموقف الشّعراء، وموقف الممدوحين.

 

وتمهيدًا للحديث عن موقف الإسلام من المديح؛ رأيتُ مناسبةَ الإلمام بموقف الإسلام من الشّعر عامّة، ثمّ انتقلت إلىٰ موقفه من المديح خاصّة؛ مبتدئًا بتلمّس ما في آيات الكتاب العزيز من توجيهات بشأن الثّناء والتّزكية، ثمّ ما رُوي عن الرّسول - صلى الله عليه وسلم - من أحاديثَ في المديح والمدّاحين، ثمّ ما أُثِر عن الصّحابة - رضي الله عنهم - من أقوال وأفعال؛ في هذا الصّدد.

 

أمّا الحديث عن موقف الشّعراء من المديح فقد كشف عن فريقين متقابلين؛ أحدهما قاطَعَ المديحَ، ولم يرفع به رأسًا؛ لقلّة دواعيه وبواعثه لديه، ويمثّل هذا الفريقَ قلّةٌ من الشّعراء، في مقابلة الفريق الثّاني - وهم الأكثرون - الّذين جروا في ميدان المديح الواسع، ورأوا في صنيعهم هذا علائمَ القوّة والاقتدار، ومشاركةً في حركة المجتمع، واحتفاءً برموز الأمّة المؤثّرة في مناحيها المختلفة.

 

وعلىٰ غِرار افتراق الشّعراء في موقفهم من المديح؛ افترق الممدوحون: فقلّةٌ منهم لم تنشط للمديح، ولم تحرص على استجلابه، ويمثّل عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - علامةً بارزة في هذا الجانب. بينما جرتْ جمهرة النّاس - ولاسيّما الخلفاء والسّلاطين والأمراء - علىٰ محبّة المديح، والحرص عليه؛ لأنّه وسيلة فعّالة للشّهرة وبقاء الذّكر، وتوجيه الرّأي العامّ.

 

أمّا الفصل الرّابع فكان معنيًّا بالحديث عن أبرز المعايير الفنّيّة في القصيدة المادحة؛ في مضمونها وشكلها؛ كموقعها من الواقعيّة والمثاليّة، وتوخّيها للقصد والمبالغة. ونوع القيم الّتي تجسّدها في الممدوح، ومطابقتها لحاله. والمقاييس المرعيّة في بنائها ومعماريّتها، ومدىٰ تحقّق الوحدة الفنّيّة فيها. ثمّ معايير لغتها ومعجمها، وخيالها، وإيقاعها الخارجيّ والدّاخليّ.

 

وكان الفصل الخامس - الأخير - ميدانًا للبحث في المؤاخذات والعيوب الموجّهة لفنّ المديح عامّة؛ من اتّخاذه وسيلةً للكُدية والتّكسّب، وانحطاط شاعره أحيانًا إلى التّذلّل والضّراعة، وما يتبع ذٰلك من تزييف العواطف والشّعور، وما قيل من خضوعه الشّديد للمناسبات والمجاملات، وما رُميَ به من تربية الغرور والكِبْر في نفوس الممدوحين وتزوير شخصيّاتهم، وما اتّهم به هذا الفنّ من جمودٍ ونمطيّةٍ وتكرارٍ في مناحيه كلّها.

 

وقد نوقشت هذه المآخذ مناقشةً مستفيضة.

 

وقد أثمرت هذه الرّحلة الطّويلة عن النّتائج التّالية:

1- أنّ المديح فنّ أصيل في الأدب العربيّ، دافعُه الأصيل هو الإعجابُ، وغايتُه تمجيدُ الخير والفضل، والثّناء علىٰ أهله.

 

2- أنّ المديح فنّ اجتماعيّ؛ فهو مَكنَ-زٌ للأخلاق؛ الّتي يحرص المجتمع علىٰ تمثّلها، ويتمدّح بها، ويذمّ مخالفتها، كما أنّ المديح يسهم إسهامًا فاعلًا في معترك الحياة؛ سياسيًّا، واجتماعيًّا، وثقافيًّا.

 

3- أنّ ظاهرة التّكسّب بالمديح هي أوّل انحراف أصاب هذا الفنّ، وهي أُمُّ المساوئ الّتي لحقت به بعد ذٰلك؛ من الكذب والغلوّ والنّفاق، وتزييف العاطفة والتّجربة الذّاتيّة، وتزوير الشّخصيّات، وما إلىٰ ذلك.

 

4- أن الإسلام رسم للمديح منهجًا معتدلًا؛ بترغيبه في التزام الصّدق ( صدق العاطفة، وصدق الثّناء ) ونهيه عن التّهوّر والمغالاة في المديح، وإرادته لقصيدة المديح أن تكون صوتًا للجماعة، وتدعيمًا للحقّ والخير.

 

5- نهى الإسلام عن تملّق النّاس، والتّخشّع أمامهم، وسؤالهم أموالهم، إلاّ للضّرورة. أمّا ما يأتي الإنسان من العطاء والصّلة؛ من غير تطلّع ولا إشراف نفس؛ فإنّ الإسلام لا يرىٰ به بأسًا.

 

وعلىٰ هذا فإنّ القصد إلى التّكسّب بالشّعر ممنوع في نظر الإسلام، بَلْهَ الضّراعةَ والتّذلّلَ والتّملّقَ، أمّا ما يناله الشّاعر علىٰ شعره من مالٍ؛ علىٰ سبيل الإتحاف والتّكرمة والتّشجيع؛ فلا ضيرَ فيه، ولا سيّما إذا كان من لدن وليّ الأمر.

 

6- أمدّ الإسلامُ قصيدةَ المديح بقيمٍ دينيّة جديدة؛ كالإيمان، والتّقوىٰ، والزّهد في الدّنيا، ونصرة الدّين، وطاعة الله تعالىٰ، وخشيته، والتّقرّب إليه، واتّباع الرّسولصلى الله عليه وسلم، والتزام سنّته، وطهارة النّفس، وسلامة الصّدر، والأخوّة في الله، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، والصّدق، ونحو ذلك.وكان المأمول أن ترعىٰ قصيدةُ المديح هذه القيمَ حقَّ رعايتها.ولكنّها - للأسف الشّديد - كثيرًا ما تجاوزت تلك القيمَ؛ بسبب عودة العصبيّة القبليّة، وظهور تيّارات الشّعوبيّة والمجون، واتّخاذ المديح حرفةً، والنّظر إلىٰ ما يشبع غرورَ السّادة الممدوحين، وما إلىٰ ذٰلك.

 

7- لم تكن الحركة النّقديّة المواكبة لشعر المديح - علىٰ مرّ العصور - بالقوّة والشّجاعة الكافية؛ لوقف التّجاوزات الفكريّة والسّلوكيّة الّتي ين-زلق إليها المديح؛ بين الفينة والأخرى.

 

في حين أنّ النّقد كان مشغولًا بالنّواحي الجماليّة والفنّيّة للقصيدة المادحة، ومعنيًّا بها أتمّ عناية.

 

ومن أجل ذلك تبدو الحاجة ماسّةً - اليوم - إلىٰ حركة نقديّة تتّخذ من الإسلام مصدرًا ومنهجًا؛ في التّفكير، والإبداع، والتّنظير[1].

 

كم نحن بحاجة إلىٰ إعادة النّظر - علىٰ هدي الإسلام - في مقولاتٍ نقديّة عامّة، أصبحت كالمسلَّمات، ولعلّها ممّا أضرّ بمفهوم الشّعر لدينا، وغايته، ونقده، أعني نحو قولهم: ( خير الشّعر أكذبه ) و ( الشّعر بمعزلٍ عن الدّين ) و ( الشّعر بابه الشّرّ ).

 

8- تتأثّر قصيدة المديح بالرّؤى الغيريّة ( رغبات الممدوح وملئه) في طبيعة معجمها اللّغويّ، وصورها، وإيقاعها، وفي معانيها وأفكارها، وفي طولها وقصرها، وأقسامها، وهكذا. وفي ذٰلك مصادرة لحرّيّة الشّاعر، وتقييد لتجربته الذّاتيّة.

 

9- بالرّغم من أنّ قصيدة المديح عرفت التّحديث والتّطوير في نواحيها كافّة؛ في دوافعها وغاياتها، وفي لغتها وصياغتها، وفي معانيها وأفكارها، وفي إيقاعها - إلاّ أنّها بدت أشدّ ألوان الشّعر محافظةً على النّموذج القديم؛ حتّىٰ رأينا آثارَ ذلك لدىٰ شعرائنا المعاصرين.

 

10- ما صنعه الدّكتور عبد الله الغذّاميّ في نقده الثّقافيّ من تجريحٍ واسعٍ لشعر المديح، واتّهامٍ للخطاب العربيّ وللثّقافة العربيّة بعامّةٍ - كان مبنيًّا على التّهويل، وتضخيم العيوب، والتّعميم الخاطئ.

 

ولو أنّ الدّكتور الغذّاميّ أسس نظراته تلك على النّصوص الشّرعيّة المتعلّقة بالشّعر عامّة، والمديح خاصّة، ثمّ نظر نظرةً شموليّة لجميع نصوص المديح في عصوره كلّها، ثمّ نظر نظرة موضوعيّة لمحاسن المديح ومعايبه - لكان قد أفاد البحث العلميّ فوائدَ جليلة.

 

11- تقهقر شعر المديح في العصر الحاضر، وتراجع تراجعًا ملحوظًا، حتّىٰ تجافىٰ عنه أكثر الشّعراء، وتبدّد لدىٰ بعضهم، فأصبح أجزاءً صغيرةً في أثناء أشعارهم الوطنيّة والاجتماعيّة.

 

ومع ذٰلك فلسنا مع الّذين يدعون لنبذ المديح، وإلغائه من الحياة الأدبيّة المعاصرة؛ بحجّة أنّ الأمّة أصبحت متحضّرة؛ لا تقبل أدبًا مشحونًا بالنّفاق والمبالغات، وقائمًا علىٰ مصادرة حرّيّة الشّاعر.

 

فلا ضيرَ علىٰ شاعرٍ أن يمدح عظيمًا؛ يُعجَب به، ولا ضير علىٰ أدبٍ أن يشتمل على المديح بين فنونه الكثيرة، ((وإنّما الخلاف في نوع المديح، لا في موضوعه علىٰ إطلاقه، فمديح الأمم المتعلّمة غير مديح الأمم الجاهلة، والشّاعر الّذي يملك أمره يتّبع في مدحه أسلوبًا غير الّذي يتّبعه شاعرٌ مغلوب علىٰ أمره ))[2].

 

ومن العسف أن نحول بين الشّاعر وبين القول؛ إذا امتلأ عاطفةً، وفاض شعورًا، وليس بمحرّمٍ عليه أن يمتدح بطلًا - في أيّة ناحيةٍ من نواحي البطولة - وأن يشيد به، وأن يمجّد أفعاله؛ شريطةَ أن يكون مديحه ناشئًا عن إعجاب بصفات حقيقيّة في الممدوح، لا عن رغبة في مال، أو طمعٍ في عطاء، فيكون المدح للإنسان الفاضل حقًّا[3].

 

12- ما انتهجه الشّعراء في العصر الحديث من شعر وطنيّ، وشعر اجتماعيّ، وشعرٍ يتّجه إلى الفضائل نفسها؛ يمجّدها، ويمجّد أصحابها - كلّ ذلك يعدّ تطوّرًا رائعًا لشعر المديح؛ يكون الهدف فيه التّنويهَ بالقيم الخيّرة، والاحتفاءَ بالمنجزات الجماعيّة، وبالإنسان الفاضل أيًّا كان، وبذلك يكون المديح بعيدًا عن الفرديّة، والنّفاق، والشّعور المغلّف، والمطامع الماديّة الضّيّقة.

 

وفي الختام فإنّي أحمد الله ربّي علىٰ ما هدىٰ، وأنعم، ووفّق، وأسأله تعالى أن يبارك في هذا العمل، وأن يجعله خالصًا لوجهه، نافعًا للعلم وأهله، إنّه أكرم مسؤول.

 

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

المقدّمة

4-10

الفصل الأوّل: مفهوم المديح ودوافعه

11- 35

المبحث الأوّل: مفهوم المديح، وصلته بفنون الشّعر الأخرى:

 

مفهوم المديح

12

بين المديح والهجاء

17

بين المديح والفخر

18

بين المديح والحماسة

18

بين المديح والرّثاء

18

بين المديح والنّسيب

19

المبحث الثّاني: دوافع شعر المديح:

 

1- الإعجاب الخالص

21

2- الشّكر والمكافأة الأدبيّة

22

3- التّقرّب إلى الله

23

4- التّكسّب

24

5 - الخوف

25

6 - الشّفاعة والاستعطاف

28

7 - الاستصراخُ وطلبُ النَّجدة

30

9 - طلب الشُّهرة

33

10- العَصَبيّة

34

الفصل الثّاني: قيمة شعر المديح.

36 - 75

توطئة في وظيفة الأدب

37

المبحث الأوّل: قيمته السّياسيّة:

 

1- التّمجيد والتّنويه

39

2- الدّفاع والاحتجاج

45

3- الحفز والتحريض

52

المبحث الثّاني: قيمته الاجتماعيّة:

 

1- تكريس المثل والفضائل الإنسانيّة في المجتمع

57

2- رفعة الشأن

60

3- مكافأة أدبيّة

64

4- استمالة القلوب لنيل المطلوب

65

المبحث الثّالث: قيمته الأدبيّة:

 

1- علوّ قدر الشّاعر واشتهاره

68

2- تفوّق الشّاعر ( الفحولة )

71

3- الإسهام في بناء النّظريّة النّقديّة للشّعر العربيّ

73

الفصل الثّالث: الموقف من شعر المديح.

76 - 97

المبحث الأوّل: موقف الإسلام منه:

 

- تمهيد في موقف الإسلام من الشّعر عامّة

77

- موقف الإسلام من شعر المديح

80

- موقف الرّسول - صلى الله عليه وسلم - من المديح

82

المبحث الثّاني: موقف الشّعراء:

 

- جمهور الشّعراء حرص على المديح

86

- أسباب إعراض بعض الشّعراء عن المديح

86

المبحث الثّالث: موقف الممدوحين:

 

- المديح مطلب حيويّ للزّعماء والسّلاطين

91

- استماع الرّسول صلى الله عليه وسلم   للمديح، والثّواب عليه، ودعوته لترشيده

91

- عمر يدعو إلى الصّدق فيه

92

- عثمان لا يرى بأسًا بالمديح

93

- المقداد يحثو في وجه المدّحين التّراب

93

- عليّ يسمع مدحًا، ويثيب عليه

93

- معاوية ينهى عن التّكسّب بالمديح

93

- عبد الله بن الزّبير لم ينشط للمديح

94

- عبد الملك يحرص على تقريب الشّعر والشّعراء

94

- موقف عمر بن عبد العزيز من الشّعر والشّعراء

95

الفصل الرّابع: المعايير الفنّيّة

98 - 191

المبحث الأوّل: بين الواقعيّة والمثاليّة:

 

- أحسن الشّعر أصدقه

99

- أحسن الشّعر أكذبه، والمراد بالكذب في الشّعر

100

- أحسن الشّعر أقصده

102

- الشّعر لا يقاس بصدق ولا كذب

102

- الصّدق الفنّي

102

- لماذا الكذب في المديح ؟

103

- صور من الغلوّ المرفوض في المديح

104

المبحث الثّاني: بين القصد والمبالغة:

 

- مفهومهما

105، 106

- أيّهما أليق بالمديح ؟

106 - 108

- المبالغة والتّكسّب

108

- لماذا قلّت المبالغة في صدر الإسلام ؟

108

- المبالغة سمة غالبة في المديح

109

- شروط قبول المبالغة في المدح

112

المبحث الثّالث: القيم المدحيّة:

 

- المديح بالصّفات النّفسيّة أولى

113

- نقاش حول المديح بالصّفات المادّيّة

115

- هل تتغيّر القيم المدحيّة من عصر إلى عصر ؟

118

- أسباب تفلّت الشّعر من قيم الإسلام

119

المبحث الرّابع: مراعاة حال الممدوح:

 

- اختلاف المديح باختلاف الشّخصيّات

120

- وصيّة أبي تمّام للبحتري في المديح

121

- قصر باع المدائح عن الوفاء بحقّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم

123

- مواجهة الممدوح بما لا يليق

124

- قلّة الفطنة في المديح

126

المبحث الخامس: بناء القصيدة المدحيّة:

 

- حديث القدماء عن وحدة القصيدة

129

- أقوال المعاصرين في وحدة القصيدة العربيّة

134

- معالم الوحدة المنشودة

138

- هيكل قصيدة المديح:

 

1- المطلع، وشروط جودته

141

2- مقدّمة القصيدة: سرّ وجودها، وأنواعها، وصلتها بالغرض

148

3- حسن التّخلّص

156

4- الخاتمة

158

المبحث السّادس: اللّغة:

 

- لغة الشّعر تختلف عن لغة النّثر

161

- الأسلوب المفضّل في الشّعر

161

- البديع والشّعر

161

- الفلسفة والمنطق في الشّعر

162

- الجزالة في لغة المديح

162- 163

- دقّة الدّلالة

164

- جمال الإيحاء

165

- التّناسب

166

- مراعاة قوانين اللّغة السّائدة

166

- سهولة التّراكيب، وسلامتها من التّعقيد

167

- البعد عن الضّرائر الشّعريّة

168

- لم تحتفظ لغة المديح بمستوى واحد في جميع العصور

169

المبحث السّابع: الخيال:

 

- مفهوم الخيال، ومنزلته

172

- المجاز أبلغ من الحقيقة

173

- شروط جمال الصّورة

173

- صور معيبة

173

- تكرار الصّور في القصيدة المادحة

174

المبحث الثّامن: الإيقاع:

 

- الوزن

175

- القافية

182

- الإيقاع الدّاخليّ

189

الفصل الخامس: المآخذ الموجّهة لفنّ المديح.

192 - 244

المبحث الأوّل: الضّراعة والتّكسّب:

 

- مفهومهما والفرق بينهما

193

- متى ظهر التّكسّب بالشّعر ؟

194

- أسباب الظّاهرة

195

- موقف الإسلام من التّكسّب

196

- موقف الشّعراء

197

- موقف النّقّاد

204

- آثار ظاهرة التّكسّب

207

المبحث الثّاني: تزييف الشّعور

211

المبحث الثّالث: خضوعه للمناسبات

219

المبحث الرّابع: تربية الغرور

223

المبحث الخامس: النّمطيّة والتّكرار

229

الخاتمة

245

الفهارس الفنّيّة؛ وهي:

 

1- فهرس الآيات القرآنيّة

253

2- فهرس الأحاديث والآثار

255

3- فهرس الأشعار

258

4- فهرس الأعلام

267

5- فهرس المصادر والمراجع

283

6- فهرس الموضوعات

305

 


[1] ولعلّ ما يؤسّسه دعاة الأدب الإسلاميّ من منهج إسلاميّ في النّقد والإبداع ؛ كفيل بسدّ هذه الفجوة.

[2] شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي 18.

[3] أسس النّقد الأدبيّ 218.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • نقد النقد الحديثي المتجه إلى أحاديث صحيح الإمام البخاري: دراسة تأصيلية لعلم (نقد النقد الحديثي) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فن المعاملات أو الإتيكيت(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أضواء على كلمة الفن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • في النقد الأدبي: ما الأدب؟ ما النقد؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تصنيف الفنون الإسلامية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تساؤلات حول النقد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نصوص وفهوم (3) {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} ميزان أم موازين؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما الفرق بين أسس وسمات ومقاييس النقد؟(استشارة - الاستشارات)
  • مظاهر النقد الأدبي وخصائصه في العصر الجاهلي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الفن للفن(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب